الإمام الشافعي ..
كثير ممن يزعمون عدم فرضية النقاب و يقولون بأن الخمار هو الأصل لا النقاب .. فيبيتون ويصبحون على قولتهم : قال الشافعي .. قال الشافعي .. ولا يعلمون ماذا قال الشافعي !.! لأنهم لو علموا ما قال الشافعي !.! لما قالوا هذا الكلام ولا خطر ببالهم شئ من ذلك .. فنقول ما هو قول الشافعي ؟
لقد ذهب الشافعي إلى إنه يجوز للمرآة إظهار وجهها ولكنه – رحمه الله – ضبط المسألة بشروط ، فأجاز كشف الوجه إذا تحققت الشروط .. ومن هذه الشروط .. أولاً : إذا أمنت الفتنة بحيث يكون الزمان ليس زمان الفتنة ، ثانياً : أن يكون الرجال مستأمنين الجانب فتأمن المرأة أن لا ينظر اليها الرجال ، فإذا تحققت الشروط السابقة فالشافعي يجيز كشف الوجه .. لكن جميعنا يعلم تمام العلم أن الشرطيين لا يتحققان في زماننا .. فنحن نعيش في زمن هو خير مثال ليس لعصر الفتنة ولكن نسميه عصر الفتن .. وكذلك فلا يخفى على أحد أن الرجال الموجودين في هذا الزمن غير مستأمنين إلا من رحم ربي فلا نجد رجل في هذا الزمان لا ينظر فالجميع ينظرون بشهوة وبغير شهوة إلا النذر اليسير من الرجال الشرفاء ولا حول ولا قوة إلا بالله .. إذاً لو إفترضنا أن الشافعي أصاب في رأيه فبعدم توفر الشروط الضابطة للفتوى تبطل هذه الفتوى .
الشيخ الألباني ..
ويذهب البعض إلى أن الوجه والكفين يجوز إظهارهما .. واستند هؤلاء واحتجوا بقول شيخنا الفاضل الجليل علامة الزمان وحسنة الأيام الإمام المحدث / محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله وطيب مثواه – جزاه الله خير الجزاء .. وأنا لا أنكر أن شيخي الألباني قد قال ذلك .. لا أنكر أبداً فهذا كان رأيه .. ولكن الحق أحب إلينا من أنفسنا ومشايخنا وأهلينا .. فنحن ندين بالحب الكبير للشيخ الألباني ولكن الله أحب والحق أحب .. فنحن لا نتعصب لرأي شخص أو رأي شيخ على حساب الحق .. فنحن ندور مع الحق أينما كان ولو اختلفنا مع مشايخنا .. فالتعصب لشيخ بذاته غير مقبول .. فنحن لا نتعصب لشخص ولكننا نتعصب للحق فقط .. وتقليد العالم في بعض الأحيان يكون مذموم .. فنحن لا نقلد الشيخ إذا أخطأ أبداً لا نقلده ولكننا نخالفه .. فالحق أحب الينا مما سواه .. ونذكر أيضاً أن شيخنا الألباني قد تكلم بجواز إظهار الوجه والكفين مستنداً ومعتمداً على حديث أسماء الشهير وقد صححه الشيخ حينذاك وأخذ به وبنى رأيه على أساس أن الحديث صحيح .. ولكن علماء الحديث قد أثبتوا أن هذا الحديث ضعيف ضعف بين وضعفه لعلل ثلاث وليس لعلة واحدة وبالتالي لا يمكن الأخذ بهذا الحديث على أي وجه ولا يمكن الاستدلال به .. فشيخنا الألباني استند في قوله هذا الىٰ حديث ضعيف لا يأخذ به .. وبالرغم من أن الشيخ رحمه الله كان يرىٰ جواز اظهار الوجه والكفين وبالرغم من ذلك فمن المعروف والثابت أن زوجات الشيخ وبناته كن منتقبات .. وأنا أقول والله والله والله لو أن الشيخ رأى حال الأمة الأن لما كان يتردد في تحريم إظهار الوجه والكفين .
أقول للأخوات المتكلمات بأن النقاب هو ليس فرض ولكنه فضيلة .. فأقول لها لو افترضنا إنه فضيلة فلماذا تكرهين أن تكوني من الفاضلات .. لماذا ترفضين يا أختاه أن تكوني أخت فاضلة .. لماذا ترضين بالدونية يا أختاه .. أختاه لماذا تكرهين الفضيلة .. أختاه لماذا تتركين الفضيلة ..
أختاه لماذا تتنازلين عن مكانك وموقعك بين الفاضلات من أمهات المؤمنين والصحابيات والنساء الصالحين .. أختاه لماذا لا تتقربين لرب العالمين بفعل الفضيلة لكي تقولي له يوم تقفين بين يديه فعلت ذلك من أجلك يارب .
أختاه والله ما أريد بها لكي إلا الجنة ليس الجنة و حسب بل الفردوس الأعلى منها والله إذا رضيت أنت لنفسك أقل من الفردوس الأعلى فوالله لا أرضى لكي إلا الفردوس الأعلى الذي أتمناه لنفسي و قد قال صلى الله عليه و سلم ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ).
أختاه تشبهي بعائشة و فاطمة إن اردتى أن تكوني مع النبي في صعيد و احد و تشبهوا إن لم تكونوا مثلهم فلعل الله عز و جل يحشركى معهم بتشبهكى بهم.
أختاه والله أخشى عليك يوما لا ينفع فيه مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
أختاه تذكري وقوفك بين يدي ملك الملوك الله سبحانه وتعالى و اعلمي انه عز و جل يغارعلى إمائه فكيف بك و انتى بين يديه فقال لك لما اتبعتى أهواء قوم قد ضلوا من قبل ( وإذا تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ) ( يود المجرم لو يفتدى من عذاب يؤمئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه ) .
أختاه إنما هذه الحياة الدنيا لعب و لهو و للدار الآخرة خير للذين يتقون .
أختاه إنما هي سنون قليلة فكيف بكى إذا وقفت 50 ألف سنه تنتظرين الحساب و الشمس على بعد قدم منك .
أختاه هل تقدرين مدى العذاب يوم القيامة .
أختاه اصبري في الدنيا وخافي منه سبحانه فإن الله عز و جل لا يجمع على عبده خوفين و لا أمنين فمن خاف الله في الدنيا أمنه في الآخرة و من أمنه في الدنيا خافه في الآخرة .
هذا وما كان من توفيق فمن الله و ما كان من خطأ أو نسيان فمنى ومن الشيطان نفعنا الله وإياكم به