أحلى حياة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تعلم معنا كيف تستمتع بحياتك بقضاء وقت مثمر وهادف من أجل خيري الدنيا والآخرة


    السعادة في المنصب

    قلب يحب لك الخير
    قلب يحب لك الخير
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 58
    تاريخ التسجيل : 14/09/2009

    السعادة في المنصب Empty السعادة في المنصب

    مُساهمة من طرف قلب يحب لك الخير الثلاثاء نوفمبر 03, 2009 4:28 am

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    نكمل معا اليوم موضوع أوهام السعادة

    هل السعادة في المنصب؟

    إذن، لعل أصحاب السعادة هم أصحاب المناصب العالية

    المرموقة من قادة ووزراء وغيرهم؟

    غير أني أقول لكم: لا.

    أتدرون لماذا؟

    لأن المسئولية هم في الدنيا، وإن لم يقم صاحبها بحقها فهي حسرة وندامة يوم القيامة.

    صاحب المنصب والسلطان لا يفارقه الهم خوفا من زواله، تجده يشقى للمحافظة عليه،

    وإذا زال منصبه - ولابد أن يزول - عاش بقية عمره تعيسا.

    والمنصب قد يكون سببا في هلاك صاحبه، ولذلك يعيش في خوف وقلق دائمين.

    وكفانا على ذلك قصة: فرعون وهامان صاحبا المناصب العالية المرموقة

    اللذان خلد القرآن قصتيهما.

    أما في العصر الحاضر، فأسرد لكم أمثلة سريعة.

    1- شاه إيران:

    الرجل الذي أقام حفلا ليعيد فيه ذكرى مرور ألفين وخمسمائة سنة على قيام الدولة الفارسية،

    وأراد أن يبسط نفوذه على الخليج، ثم على العالم العربي بعد ذلك، ليلتقي مع اليهود.

    ذلك الرجل الذي كان يتغنى ويتقلب كالطاووس، كيف كانت نهايته.

    لقد تشرد!! طرد!! لم يجد بلدا يأويه، حتى أمريكا التي كان أذل عميل لها.

    وظل على هذه الحال حتى مات شريدا طريدا في مصر، بعد أن أنهكه الهم، وفتك به السرطان.

    أما أولاده وأهله وحاشيته فقد أصبحوا أشتاتا متفرقين في عدة قارات!!!

    2- رئيس الفلبين:

    هذا الرجل الطاغية ماذا حدث له؟

    لقد قلبت نظري كثيرا في قصته، فوجدتها جديرة بأخذ العبرة منها.

    هذا الزعيم أذاقه الله غصص التعاسة والشقاء في الدنيا قبل الآخرة.

    فإذا به بين عشية وضحاها يتحول إلى شريد طريد يتنكر له أسياده وأصدقاؤه.

    لا يملك الرجوع إلى بلد كان يرتع فيه كما يشاء. حتى إذا جاءت وفاته

    لم يستطع أن يحصل على أشبار قليلة في بلده يواري فيها سوءته.

    فسبحان مالك الملك.

    3- بوكاسا:

    وما أدراك ما بوكاسا!! الذي صدر نفسه إمبراطورا،

    وما زلنا نذكر صورته وأفعاله في أفريقيا الوسطى.

    عندما زار فرنسا، قام عليه انقلاب، فتشرد في فرنسا،

    حتى ضاقت به الأرض، فجاء إلى بلده باسم مستعار، فقبضوا عليه، وحوكم في بلده.

    ولا أعلم الآن أقتل أم لم يقتل؟ لكن المعلوم أنه أصيب بعدة أمراض،

    أهونها أمراض التعاسة والهم والغم، في البلد الذي نصب نفسه إمبراطورا له.

    هذه بعض الأمثلة السريعة وما أكثر أمثال هؤلاء الذين ذكرت،

    من السابقين واللاحقين، تجري فيهم سنة الله التي لا تتبدل ولا تتغير.

    إذن هذه هي السعادة الوهمية التي يتصور الناس أنها حقيقة السعادة.

    كثير من الناس يبدو لأول وهلة أنهم سعداء،

    وهم في الواقع يتجرعون غصص الشقاء والبؤس والحسرة.

    يصور هذا المعنى الشاعر حمد الحجي - رحمه الله في قصيدة له فيقول:

    مـا لقـيت الأنـام إلا رأوا مـني أظهــر الإنشـراح للناس حـتى

    ابتســاما ولا يـدرون مـا بـي يتمنــوا أنهــم فــي ثيـابي


    ثم يقول:

    لـو دروا أنـنـي شـقي حـزين لتـنـأوا عنـي ولـم ينـظروني

    فكـــأني آتــي بـأعظم جـرم هكـذا الناس يطـلـبون المـنايا

    ضـاق فـي عينـه فسيح الرحاب ثم زادوا نفورهـم فـي اغـتيـابي

    لــو تبـدت تعاسـتي للصحـاب للـذي بـينهـم جـلـيل المصـاب


    ومن أوضح الأمثلة على السعادة الوهمية،

    ما تعيشه أوربا، وبخاصة الدول الإسكندنافية، فهي أغنى الدول،

    سواء على مستوى الدولة، أو على مستوى دخل الفرد، ومع ذلك فهي تمثل أعلى نسب الانتحار.

    فدولة السويد مثلا هي أغنى دولة من حيث دخل الفرد، ولكنها أعلى دولة في نسب الانتحار!!

    بينما نجد الدول الإسلامية - مع أن أكثرها فقيرة - تسجل أقل نسبة من نسب الانتحار في العالم.

    وهكذا نرى من خلال الواقع أن السعادة الحقيقية ليست في المال ولا في الشهرة، ولا في الشهادات،

    ولا في المناصب، ولا ما أشبه ذلك من حطام الدنيا.

    إذن أين تكمن أسباب السعادة؟ ما صفات السعداء سعادة واقعية حقيقية؟

    قبل الإجابة على هذا التساؤل، نمهد لذلك بذكر بعض موانع السعادة على وجه الاختصار.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08, 2024 8:43 pm